وكالة أنباء الحوزة ـــ فيما يلي النص الكامل للبيان:
بسمه تعالى
نَحثُّ المؤمنين والمؤمنات عامة على زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف بمناسبة عيد الغدير استجابة لنداء الأئمة المعصومين (عليهم السلام) على لسان الامام الرضا (عليه السلام) قائلاً لأحد أصحابه المقربين (يا ابن أبي نصر أينما كنت فأحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فأن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما اعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين)[1].
والدعوة بصريح العبارة (أينما كنت) مطلقة موجهة إلى الجميع في شرق الأرض وغربها بلا استثناء الا من اقعده عذر غالب فيؤدي الزيارة من بعد.
وان هذا اليوم يستحق كل اهتمام لأنه يوم اكمال الدين واتمام النعمة بنص القرآن الكريم (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا) (المائدة:3) وقد اكتمل الدين وتمت النعمة بتنصيب علي بن أبي طالب خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأميراً للمؤمنين ومن بعده أولاده المعصومين (عليهم السلام)، فلا غرابة في اعتباره أعظم أعياد الإسلام، وفي الرواية السابقة عن الامام الرضا (عليه السلام) قال (ان يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض).
ان النبي وآله المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) يُسُّرون بتواجد الحشد المليوني عند أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير ليلفتوا أنظار العالم إلى هذه القضية الكبرى التي رسمت مستقبل الأمة وحددّت لها طريقها في ذلك المفصل التاريخي المهم حتى لا تضيع الأمة بعد رحيل نبيها (صلى الله عليه وآله) كما ضاعت وانحرفت الأمم الأخرى.
وان حضور الملايين في زيارة الأربعين سلط الأضواء على قضية الامام الحسين (عليه السلام) ودفع الناس من مختلف الأديان والملل إلى السؤال عن هذه الظاهرة العجيبة والتعرفّ عليها لكن الاعلام المعادي استطاع ان يحولها الى فعالية بكاء وحزن على مقتل سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبرّأ بسهوله من فاعلها وهو يزيد فلم تقطف الأمة ثمراتها المباركة كاملة.
فلو حصل مثل هذا التحشيد في يوم الغدير ــ ولو بعد سنين ــ وأثار الانتباه لقضيته لكان في ذلك نصرة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ورداً على من يقول بأنه مات ولم يترك خليفة من بعده وهو منطق يخالف الحكمة وسيرة العقلاء، ولنفهم العالم بحقيقة ما جرى.
وفي هذا الاحياء المليوني انصاف لأمير المؤمنين (عليه السلام) ورفع بعض الظلامة عنه وشهادة بحقه المضيَّع، وفيه أيضاً اعلاء لذكر أهل البيت (عليهم السلام) وتمهيد للظهور الميمون وسيكون الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) على رأس المرحبّين بالزوّار الموالين والداعين لهم بكل خير وتوفيق.
فلا تضيعوا هذه الفرصة الثمينة وسجّلوا اسمائكم فيمن نصر الله ورسوله وأمير المؤمنين وأدخل السرور عليهم (صلوات الله عليهم أجمعين).
كما ندعو كل الميسورين وأصحاب المواكب لتوفير الطعام وسائر مستلزمات الخدمة والدعم اللوجستي والنقل للزوار الكرام.
مسألة: وقد يعتذر بعض المؤمنين عن القدوم بأنه يريد أن يصوم هذا اليوم لما فيه من الأجر العظيم والسفر ينافي الصوم، ونبيّن هنا أن أجر الزيارة أعظم، ويستطيع الزائر ان يُمسك عن المفطرات خلال سفره ويجدد نية الصوم حين عودته إلى أهله ولو قبيل الغروب بلحظة لأن الصوم المستحب لا يشترط فيه ان يكون حاضراً في بلده عند الزوال باعتبار امتداد نيته إلى غروب الشمس.
محمد اليعقوبي ــ النجف الأشرف
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] - التهذيب للشيخ الطوسي: 6/4